دهن العود من مفاخر النعمة والذوق الرفيع
والتشبيه به يعني أنّ المشبه قد بلغ الغاية القصوى في الجمال
فالإنسان شديد الإحساس بالجمال المنبعث عن الندّ والطيب
ولا سيما (عطر العود) الذي هو من معالم الكمال ويتنافس الناس في اقتناء أجود أنواعه مع حرصهم البالغ على عدم الانخداع بالزائف منه
بعد أن عرف القاصي والداني مدى عمق الإحساس بالطيب الذي يمثله هذا النوع الخاص من العطور
فهو أروع الهدايا
وهو الذي تُبذل فيه النفائس إكراماً لمن تهديه به
فإذا كان هذا الإحساس المادي بالطيب فكيف يكون الإحساس بجمال كلام الشخص وسواليفه
التي تشبه رائحة العطر النافذة التي ينتعش بها القلب
ويفِزُّ لها الفارس تعبيراً عن لحظة المجد والفروسية
فلا شيء يشعل نار الشاعر مثل الرضا
والدلال والكلام الرخيم الذي يأخذ مجامع القلب
ويجعل كل مبذول هيناً ورخيصاً
فالكلام المسموع أو المكتوب هو نفس العطر المشموم
الغريب بالأمر أن العطر يستخرج من الأجزاء المصابة للشجرة
وليس من الأجزاء السليمة
فهناك نوعين من الفطيريّات تصيب شجرة العود
فتحوّل لون أخشابه من الأبيض للأسود أو البني الداكن
وتحتوي على زيوت ومواد طيارة هي من تكسبها رائحة العطر المميزة
608139
هل طلب منك احدا رؤية خط يدك
هل تأملت كيف تقوم بالكتابة بأجمل خط تخطه يدك لحظتها
وتحاول تكرارا ومرارا اعادة الكتابة
تماما خطك ككلماتك وحروفك وما تكتب
اجعلها كدهن العود
كلما مر عليها الزمن نفعت أكثر وتركزت
وثباتها الأكثروقتا
ولاتخرج من اجزاءك المصابه الهموم والحزن والالم إلا كدهن العود
بالتوكل على الله ثم الاخذ بالاسباب
أعذب الكلام وحسن التصرف والحكمه وحسن الظن وحسن المعاملة وطيب الأثر