الذي فكَّ كربَك أول مرة ، سيفكُّهُ في كل مرة ،
والذي نجّاك من الغمّ أول مرة ، سينجّيك منه كل مرة ،
والذي اختار لك فكانت عاقبة خيرته لك خيرًا من خيرتك لنفسك ، سيدبر ذلك في كل مرة ،
والذي استجاب لدعاءٍ ظننته منتهى أمانيك وغاية أحلامك ثم ها أنت تطمعُ في المزيد ، لن يبخل بالمزيد ،
والذي يُنجّي الكافر اذا أشرف على الغرق فاستغاث به وهو يعلم أنه عائدٌ للكفر بعد النجاة ، لن يدع مؤمنًا يتخبّط في ظلمات اليأس والهم ولا يمدُّ له يد النجاة..
ياليت القلب يهدأ عند كل اختيار ، وفي مفترقات الطرق ، وعند نزول البلاء..
ياليته يُوقن أنَّ اللطيف الخبير ثابتٌ أزليٌ في لطفه ومعيته ، لا يعجل بعجلتك ، ولا يكلك إلى نفسك ، وأنه يُحقق المُنى بالصبر ، حتى يرى حسن الظنّ به ، وصدق الرجاء فيه ، وأنه يُؤخِّر الجميل في الدنيا ، كي لا تركن لها ، وتعلق بها ، حتى تنظر إلى الأفق ، وتتطلع للسماء ، تطمح للملأ الأعلى ، ترجو رحمة الآخرة..
فلا تسوؤك مرارة الإنتظار ، فإنها تُربّي الأمل ، وتُعوّد الصبر ، وتُعظِّم الرّضا بعد نوال المراد