أرجوك.. كُـــن طفـــلا.. و لو لبضع ثوانٍ من يومك".
في زحمة الحياة ..
في خضم الواجبات و المهمات ..
قد تفوتنا أجمل اللحظات..
وقد يوقظنا مشهدٌ صغير يقول للعالم ..
(أنا الإحساس..!!)
مشهدٌ صغير.. لا يتعدى الثواني..
بسيطٌ.. مفعمٌ بالحب.. بالطهر.. بالبراءة .. و الأمل..
..يزدحمُ الشارعُ صباحاً بسياراتٍ لاهثة..
خلفَ مقوَدِ كلٍّ منها.. ساعٍ وراءَ مقصده ..
لديهِ في تلك اللحظةِ خصمٌ واحد
يجب –حتماً و فوراً و بأي طريقة كانت- الفوز عليه .. !!
"الوقت" خصمٌ لدود .. و الزمن يجري..
و الركضُ صار شريعةً مفروضة..
عصيانُها يعني "الوقوف" خلف إشارةٍ حمراء
لن تورقَ أغصانُها الخضراء أبدا!!
لم يكترثْ بكلِّ هذا ..
و من وراء الزجاج الخلفي للسيارة التي أمامك..
رفعَ طفلٌ يديه.. و صار يلوّح لك..
تنشق وجنتاه بابتسامة عريــــضة –
أعرض من مساحات الوقت الضيقة- و
لاتلبث أن تزداد و تزداد ابتسامته تلك
حينما يرى حاجبيْــكَ المنقبضين
يتسعان شيئا فشيئا ..
و شفتيكَ المقفلتين بالشمع الأحمر
تفتحان حدودَهما .. لتبادله ابتسامة..
ليست أبدا كتلك الابتسامات المفتعلة
التي لا بد منها كل يوم..
لتجميل بعض المواقف الاجتماعية!!
يلوّح الطفل بيديه الصغيرتين الناعمتين ..
أكثر و أكثر..
يتمنى لو طالت يداه و اخترقتا الزجاج لتصافحاك!!
فقد أعطيتَهُ الابتسامة !!
يبقى محدقاً بك ..
إلى أن تغيبَ السيارةُ في مضمار اللاهثين..
و يتبقى على الرصيفِ بعضُ إحساسٍ
تساقطَ من ابتسامة !!
الإحساسُ الذي جعل ذلك الطفلَ
الذي لا يعرفك .. يلوّح لك..
ليقول: مالكَ متجهمٌ هكذا؟!
أنا أجهلك .. و لكني أحب ابتسامتك!!
الإحساسُ الذي يقول لك ..
أرجوك.. كُـــن طفـــلا..
و لو لبضع ثوانٍ من يومك.. في الوقتِ حتماً متسعٌ......... لابتسامة ..