فلسفة وجدانية
عبد الله البنين
في هذه الحياة أناس يحلمون بالتفاؤل والأمل لتجديد نسيج ونبض الحياة الجميلة في عروقهم . هم يحاولون الهروب من ذكريات ماض اليم تطاردهم حتى في مناماتهم ، لاستبدالها بأحلام جميلة، وقتئذ تذكروا لحظات آهات حزن وهم وارق قد اعترت مشاعرهم ذات يوم في أيام قد خلت من حياتهم. يظلون يحلمون بتفاؤل وأمل، لأمل أعظم عله ينبثق من رحمة وهبة القدر. ليحملهم الى سعادة دائمة، فيسافرون بعقولهم وخيالاتهم ربما في ذات المكان الى أزمنة جديدة متعاقبة ، لتكون آمالهم جسور امتداد برحمة حاضر ومستقبل آتي واعد الاتيّ بالراحة والجمال
تراهم يحدثون الناس الذين يلتقون بهم وخواصهم عن أشياء حثيثة مرت بحياتهم وعن تجارب وحكايات ومواقف ، يحسبون أنهم وحدهم ضحية تلك الذكريات المؤلمة، فبطبيعة الحال نحن لا نلومهم على حس الفضفضة فبالرغم من كل تلك الذكريات المؤلمة وما تبعها من أحاديث الفضفضة إلا أنها تتقاطع وهلات مع ذكريات وروايات وتجارب أحدثت عشرات المواقف والغصات في ذكريات حياة أناس آخرين في توافق متقاطر يجتز حجم المعاناة ردفا يلقيها على حظوظ ذكريات مماثلة .
وفي منظور النهايات هي مشاركات وجدانية حظي بها الجميع، تنبئنا عن نصب وكبد الحياة التي تداخلت بها أرواح بشر من يعيشون مرارة هذه الحياة . وهي تفسيرات منطقية وقناعات تستهدف شرائح النفوس ، وبلا تغريب ولا تثريب فإن حس الفضفضة معادلة وموازنة تلقائية لرفع مستوى منسوب تحفيز تحمل ضيم الذكريات المؤلمة، باعث من بواعث شعور التضامن والتكافل والإنسانية لدى الجميع، والإحساس المنتظم للتغلب على كل المصاعب التي تعج بها وتحملها لنا رياح الذكريات المتعبة في هذه الحياة . نحن لا نستطيع تجاهل ما يحدث لنا من مواقف وأفكار خاطئة مكلفة اعترضت طريق السعادة لحياتنا، لكننا بكل تأكيد وبكل ثقة قادرون على تجاوز تلك الذكريات.
أظن وبقدر كافٍ أن تحالف العقول الجبارة بإيجاد الحلول المناسبة وقت الأزمات والإيمان بنتائجها الجيدة تحملنا على تحمل كل أعباء الذكريات المؤلمة التي قد واجهتنا في الحياة . لاشك أننا في حالة ردة فعل مواجهة لتلك الذكريات المؤلمة التي لوثت عملياتنا الفسيولوجية لأيام خلت أدت الى توارد إحساسنا بالحزن والألم وانسكاب الدموع. لكننا لا ننس أبدا أن تلك الدموع تغسل بعض الذكريات المؤلمة للتخلص من كامن الحزن والألم . لندفنها في غابر ماضي سنين قد ولت من أعمارنا لن تعود، وان ننظر بعين المستقبل الى روح مستقبل حلم جميل بصبغة بهاء في محيى وجوهنا، ورسمة بسمة فرح في ثغورنا محال عليها ان تنقطع .
ختاما أخلاقياتنا الطيبة بحاجة ماسة لرفع أسى الألم وتطبيق مبدأ التراحم والود والتآخي والتكاتف للتصدي لكل إشكال المعضلات. التي تعترض نواحي السعادة في حياتنا، لان الود والإصغاء يمنحنا جرعة عالية للتغلب على كل الذكريات المؤلمة . ولان حس وشعور الفضفضة لا يعد ثرثرة في حياة النبلاء.