تغيير الإنسان وإصلاحه لا يأتي
بملاحقة أخطائه وذنوبه ومطالبته
بأن يغيرها , فهذا التغيير صعب
و لا يأتي بنتيجة ، بل يأتي بنتائج
عكسية , فيجعل الإنسان ينفر من
أشياء لأن لها رصيد عنده في
قلبه , فتطالبه بأن يكف عنها ،
فيشعر بتعب وصعوبة ، ثم تقدم
له قائمة أخرى بعيوبه وأخطائه ،
فتسبب له الضجر والانتكاس ،
و ربما اضطر للنفاق .
لكن الإصلاح الحقيقي هو إصلاح
القلب , فما الفائدة لو أن أحدهم
ترك عيبا أو التزم بسنة و لكنه لا يزال
طماعا و لم يترك الحقد والحسد
و لم يرتبط بالله ؟ هذا سوف يؤدي
للتناقض, و دائما الشعور هو الأقوى
وهو المنتصر. وكما قال الرسول عليه
الصلاة و السلام : ( إن في الجسد مضغة
إذا صلحت صلح الجسد كله ) . لا بأس
من وجود الأخطاء والذنوب , لكن المهم
إصلاح القلب ، و أن يكون القلب سليمًا
طاهرًا نقيا خالصا من حب التسلط و من
الطمع و من أن تسيطر عليه العقد و أن
يبحث عن الخير . فإذا اطمئن القلب بهذا ،
يبدأ التغير تلقائيًا من ذاته ، و يبدأ الإنسان
ينفر من أشياء خاطئة هو يمارسها و يحس
بأنها نشاز في حياته.