أطرق القلم لحظـة .. ثم رفع رأسه .. وقال : صـدقْتِ يا عزيـزتي !
الممحاة : أما زلتَ تـكرهني ؟!
القلم : لن أكـره مَنْ يمحـو أخطائـي
الممحاة : وأنـا لن أمحـوُ مـاكان صوابـاً
قال القلم : ولكنني أراكِ تصغريـن يومـاً بعد يـوم !
الممحاة : لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوْتُ خطـأ
قال القلم محزونـاً : وأنـا أشعـر أنني أقصـرُ ممـا كنت سابقـاً !
لانكون شموعا
قالت الممحاة تواسيـه : لا نستطيع إفادةَ الآخريـن .. إلا إذا قدّمنـا تضحيـة من أجلهم
قال القلم مسروراً : ما أعظمكِ يا صديقتي .. وما أجمـل كلامـكِ !
فرحت الممحاة .. وفرح القلم .. وعاشا صديقيـن حميميـن لا يفتـرقـان ولا يختلفـان
لانكون شموعا
أحبتـــي
لم لا نقول شـكراً لمن يمحـوُ لنـا أخطائنـا .. ويرشدنـا إلي طريق الصـواب
ألا يستحق الشكر ؟!
لم لا نكون شموعـاً ؟! .. نحتـرق لكي نـُضيء دروب الآخريـن بـالخيـر والعملِ النـافع والصـالح