أخبرني أحد الأصدقاء أنه كان يدخن بشراهة ، وأنه تخلص من عادة التدخين لموقف حصل له أثناء صلاة الظهر مع أحد زملائه في العمل ، حيث وصف زميلاه بأنه كان كثير العناية بنظافة جسمه ، ولكنه كان كثير التدخين ، وفي يوم من الأيام صلى هذا المدخن في مصلى العمل وهو يتصبب عرقاً من شدة حرارة الجو ، ففاحت منه رائحة الدخان بشكل مزعج ، فما كان من صديقي هذا وهو يصلي بجواره إلا أن يستفرغ كل ما في بطنه بعد الصلاة من شدة رائحة هذا المدخن .
هذاالموقف جعل هذا المستفرغ يترك عادة التدخين بدون رجعة ويقول إذا كان هذا على نظافته وهذه رائحته عند شدة العرق ، فكيف حالي ، وأنا أقل منه عناية بالنظافة عندما يتصبب مني العرق ؟!!
وهذه الرائحة إذا كان تحسس منها إنسان مدخن فغير المدخن أشد تحسساً منها ، ولذلك يتأثر غير المدخن برائحة المدخنين في المساجد ، أوعندما يدخل سيارتهم الخاصة في وقت الظهيرة واشتداد الحر ، فتجد سيارة المدخن تكاد تخنقك بشدة رائحتها ، وتدخل بيته ، أو مكتبه فإذا بالرائحة الكرية لا تخفى عليك تدخل إلى أم الدماغ .
تدخل الشقة التي استأجرها قبلك لتسكن فيها وترتاح فيها من وعثاء السفر ، فإذا آثار رائحته لا تخفى عليك ، ولا يخفف من حدتها إلا تعودك عليها وإلفك لها مع الوقت ، وقل مثل ذلك في المصعد ، وسيارة الأجرة وغيرها وغيرها ....
إن رائحة المدخن تؤذي كل من حوله ، وتبقى في كل مكان ذهب إليه ، أو جلس فيها .
تدخل السوق المركزي في شدة الحر وتشتم الروائح الطيبة فيه فإذا به يلوث هذا المكان ، برائحة دخانه الكريهة .
تعيره سيارتك ليقضي منافعه فيها ، ويردها إليك ويتركها ولها رائحة غير الرائحة التي كانت عليها قبل أن تعطيه .
إنه ما يجلس في مكان ويمارس عادته السيئة إلا ويترك رائحته فيها... فيا صاحب السيجارة لقد آذيت الناس برائحة سيجارتك ، وأظنك آذيت حتى أقرب الناس إليك من زوجة ، وأبناء . والمقطوع به أنك آذيت حتى الملائكة الذين يجلسون معك ، وكيف لا يتأذون منها وهم يتأذون مما يتأذى به بنو آدم .
ورسالتي إليك ، ونصيحتي لك كف عن أذى نفسك ، وأذى من حولك ، وحافظ على صحتك ، وعلى سلامة أبنائك ، فهذه العادة قد تسري إليهم ، وأجزم أنك لا ترغب في نقل هذه العادة لهم .
وقبل ذلك ، وبعده ،ومعه فإن ترك هذه العادة أتقى لربك ،