تغيب وراء سحب الدخان، تستعبدك الخيالات
ويُراقصك الوهم وتضللك الأفكار. تتصور أن الدنيا بهذا الكيّف
مُلونه وأن السحب مواكب أفراح تتحرك فى اتجاهك
وأن الأرض تحت قدميك منبسطة !
تتصور أن العُمر ساعة حظ ورفقة ونَاسة، وجلسة فرفشة!
وأن المشكلات حَلها النسيان وليس الدخول من
بوابات الفهم، تتسلق سُلماً تظنه سيوصلك للسعادة
بينما سيأخذك ويسقط إلى حيث تسكنك الأوجاع
ويستوطنك اليأس. اركض فى اتجاه آخر أنت فى الاتجاه الخطأ،
غيِّر بوصلتك إلى حيث ينادى عليك الأمل.
اترك الأوهام واصعد إلحق مكانك بين المميزين والأوائل
زَاحِمَهم على النجاح، سابقهم فى الإنجاز، امتطى
صهوة جوادهم السريع، حرِّض نفسك على السعى،
. على الوقوف على بوابات التميز والجِد
املأ نفسك بالأمل أن الغد أجمل، والمستقبل بعيد لكنه سعيد،
صعب لكنك بالسعى حتما ستصل.
احرج من عالم صنعته من غيم تدخله بكامل إرادتك. عالم من ضباب
وغموض لن يتركك إلا حُطاما مهزوما لا تقدر
على الوقوف على قدميك وأنت مازلت غضا، زهرة نضرة،
نبته نقية تريد أن تخرج من باطن الأرض حيث العتمة
لتبهجها الشمس فتستطيل وتكبر وتمد بفروعها إلى المدى كل المدى.
اخرج من عباءة غيمتك، من سجن إرادتك الهشة،
من قيد فكرت كالمسيطرة، فالسماء أرحب والنهار أَسطَع
والشمس فى أوج فرحتها فهيا شاركهم إبداعهم الكونى
وابتهالهم إلى السماء .