مهما صفت النفوس تجاه بعضها
ومهما تواردت الأفكار والخواطر
فلا بد أن يتخلل ذلك الصفاء تشويش
يعكره حتى لو قل وندر
قد نخطئ في حق صديق
حبيب .. قريب
وقد يخطئ علينا الغير
ولكن أين السماح من هذا الخلاف ..؟!
لماذا نسامح ..؟!
نسامح لأننا نحب بصدق
فمن نحبه نتمنى أن تستمر علاقتنا معه
نسامح لأن قلوبنا بيضاء ولاتلبث بعد
فترة قصيرة من الخلاف
أن تنفث غبار غضبها مع هبات النسيان
متى نسامح ..؟!
نسامح إذا استحق مغضبنا السماح
واثبت لنا بأعتذاره ندمه وتأسفه
وليس عيباً أن نتعذر بل الأعتذار من
أجل الأمور التي ترفع مقامات البشر
والشاعر يقول :
يستوجب العفو الفتى إذا اعترف
وتاب عما قد جناه واقترف
إما إذا تعالت نفسه عن الأعتذار
فسماحك هنا فضيلة تتميز بها وتترفع
عن تفاهات الأمــــور وقدرتنا على السماح
تختلف باختلاف الجرح الذي تعرضنا لــــه
فجرح الخيانـــة مثلا قد يجعلنا نتحامل
في قلوبنا ونرفض السماح لفترة طويلــــة
ولكـــن في الأخيــــر
نحس بطعـــم التسامح وجمال معناه
عندما يآلف بين قلوبنا ويمحي من ذاكرتنا
مواقف كنا نتمنى نسيانها
فما أجمـــل السماح حتـــى لو سبقـه العتاب