أستسمحك عذرا..
فلم أتصور معاناتك أثناء حملك بي وما تجرعتِه من ألم الحمل والطلق..
وما مر بك أثناء ولادتي من وجع وتعب..
ورأيتِ الموت بعينيكِ..
مرات ومرات..
فعفواً..أمي..عفواً..
[ أمي الغالية ]
اسمحي لي أن أذكر بعض ما رأته عيني..
في معانات في أكثر الليالي..
ففي كل ليلة تحلمي بنوم هنيء..بعد تعب في البيت..
وما أن تضعي رأسها على وسادتك..
وتذهب في سبات عميق..
وفجأة..
إذ ببكائي يملئ أرجاء الغرفة..فتقومي فزعة..
وتضميني إلى صدرك.. كي اعود إلى نومي..
ثم ترجعي..وتلقي رأسك على وسادتك..
وتستغرق في نوم عميق..
وفجأة..
إذ ببكائي يعود من جديد..
وهكذا يتكرر هذا المشهد أكثر من ثلاث وأربع مرات في الليلة الواحدة..
حينها تذكرتك أمي الحنونة..
وذرفت عيني..شفقة ورحمة بك..
ورفعت يدي بالدعاء لك ولوالدي..
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا..
[ أمي الحبيبة ]
كم هي سعادتي عندما أجلس عندك..
وأستمتع بكلماتك ودعواتك الجميلة..
وحكاياتك التي تذكرني أيام طفولتي..
وكم تغمرني الفرحة..عندما أقوم بتنفيذ أوامرك..
وأدعو ربي أن يطول عمرك على عمل صالح..
[ آه..أمي ]
كم كانت الحياة جميلة أيام سنواتي الأولى..
فما أجمل تلك الذكريات وما أحلاها..
[ أمي الحنونة ]
كم من الأبناء قد فقدوا أمهاتهم أو آبائهم أو كلاهما..
فحرموا هذا النعمة..
نعم أمي..
والله إنها نعمة لا يعوضها أي شيء في الدنيا..
فمهما كبر الابن ورزق بزوجة وأبناء..
إلا أنه بحاجة إلى أمه وأبيه..
بل مهما كبر وترعرع..إلا أنه لا يزال صغيرا بنظر أمه..
[ آه..أمي ]
هل تصدقين أن هناك من تشاغل عن والديه أو أحدهما..!
إما بأمواله..أو أبنائه..
بل..إن بعض الأبناء هداهم الله قدم زوجته على أمه..!
ولا تتعجبين..
إن قلت لك إن هناك من الأبناء من عق والديه أو أحدهما..!
فماذا ننتظر ممن هذه حاله..
فالله المستعان..
[ أمي وحبيبة قلبي ]
ما أرجوه منك..أن تكثري من دعائك لي..
وأن تسامحيني عن كل تقصير بدر مني..
وخاصة أيام مراهقتي..
فأعتذر وأطلب منك العفو..
[ أمي..أمي ]
يا أحلى وأجمل وألذ كلمة قلتها..
في الختام..
لا أملك ألا أن أدعو بأن يطول الله عمرك على عمل صالح..
ويمنحك الصحة والعافية..
ويوفقني لبرك..والسعي في إرضائك..
أمي..
لا أملك في وداعك..
إلا أن أقبل راسك وجبينك ويديك..
وفاء لك..وحبا لك..
في أمان الله و حفظه..
المرسلة:
[ابنتك]
المقصر في برك..