العلاقات السطحية في زمن السرعة
نعيش في زمن تتسارع فيه كل الأشياء: التكنولوجيا، العمل، حتى المشاعر. أصبح كل شيء سهل الوصول وسريع الاستهلاك، بما في ذلك العلاقات الإنسانية. نلتقي، نضحك، نرحل… ولا يبقى من كل ذلك سوى صورة أو رسالة في زاوية من هاتف منسي.
العلاقات العميقة التي كانت تُبنى على المواقف، والصبر، والمشاركة، بدأت تختفي شيئًا فشيئًا. أصبحنا نتعامل مع بعضنا وكأننا عابرون، لا وقت لدينا للإنصات الحقيقي، أو للفهم العميق.
قد نملك مئات المتابعين والأصدقاء على وسائل التواصل، لكننا أحيانًا لا نجد شخصًا واحدًا نحكي له بصدق. لماذا؟ لأننا لم نعد نمنح الوقت ولا الروح لهذه العلاقات.
أصبحت المجاملات بديلاً عن المشاعر، والردود السريعة بديلاً عن الحديث الطويل.
العلاقات لا تُبنى في يوم، ولا تُقاس بعدد الرسائل. إنها تحتاج إلى تواصل حقيقي، وإلى اهتمام نابع من القلب، لا من العادة أو الواجب.
ربما حان الوقت لنراجع أنفسنا… أن نعود لجلسة هادئة مع صديق قديم، أو مكالمة طويلة من القلب، أو حتى اهتمام صادق بشخصٍ نراه كل يوم ولا نعرف عنه شيئًا.
العمق لا يأتي بالعدد، بل بالصدق.
|