سفن تائهة في بحار الحياة
.
في بحار الحياة هناك سفن لم تجد مرافئها
و لا تزال في دوامة التيه ، و مِن هذه السفن :
1- سفينة المتهاونون في صلواتهم :
ركاب هذه السفينة هم أضنك الناس ،
نفوسهم ضائقة و ساعاتهم ضائعة
لو أعيطتهم مال قارون و كنوز كل هذا الكون لن تتغير أحوالهم ،
و كما قال العلي العظيم :
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىظ° ) .
.
2- سفينة المتكبرون :
من يصعد هذه السفينة لا تتوقع أن تراه يبتسم كثيرًا ،
لأنه يعتقد أن بابتسامته جرح لكبريائه ،
و لتواضعهِ انحطاط لقدره ،
لا تجده يحادث أحدًا
يعيش في عزلته منطويًا و يظن أنه الله ميّزَه عن غيره
و أنه في مستوى مختلف تمامًا عن باقي البشر ،
و هو على الأغلب لا يملك أي شيءٍ
إلّاغروره المسكين .
3- سفينة المـُحبِطون :
مجموعة من البشر تبحث عن حجج لتغطية فشلها ،
انهزاميةً إلى أبعد مما تتصور ،
لا تطيق أن ترى ناجحًا ،
لذلك شغلت لنفسها وظيفة اثباط الآخرين و ثنيهم عن أحلامهم ،
يخترعون قصصًا وهميةً
و عقبات من مخيلة رؤوسهم
ليبثوا اليأس في نفوس غيرهم
و لو التفتوا الى حالهم لأقاموا اعوجاجهم .
4- سفينة الحاسدون
إن صادفت أحدهم :
توجب عليك قراءة المعوذات و الكُرسي ،
هؤلاء لديهم من الخير ما يكفي ليعيشوا دون قلق ،
لكنهم لا ينظرون إلى ما بين أيديهم
عيونهم تجدها دائمًا في ما يمتلكه الاخرين ،
لا يذكرون الله مع ذكرهم ما لديك
يحللون حياتك من الألف الى الياء ،
لذلك لا تتحدث معهم في ما وهبك الله اياه إطلاقًا .
5- سفينة البخلاء
رواد هذه السفينةِ هُم الأغرب على الاطلاق ،
لا تعلم لماذا يحتفظون بكل تلك الثروة و لمن ؟؟
حياتهم أكثر سوءاً من حياة الفقراء
و هم يناطحوا الأغنياء ثراء ،
يعيشون في ضائقة و لا تجد لديهم الا الماء و الهواء
و لو كانوا بدراهم معدودة لن تجدهما ،
يرتدون الملابس نفسها لأعوام
و حالها ممزق يُرثى له ..
هم الأغرب على الإطلاق .
6- سفينة الجاحدون
ناكروا جميل رُكاب هذه السفينة ،
مهما فعلت من أجلهم هُم لا يُقدِرونَ لك ذلك ،
على العكس يكونون ،
و يتحدثون دائمًا عن تقصيرك و هم المقصرون
لا يمكنهم العيش مرتاحي البال
لأن نظرتهم للناس على أنها لا تستحقهم
و أنهم نادرون و لو لبسوا نظاراتهم جيدًا
لـَـ رأوا زِيف ادعاءاتهم .
7- سفينة المشتاقون
اشتياقهم لم يترك لهم فرصة التقاط الأنفاس ،
يقابلهم العديد من الناس و لكنهم لا يتذكرون إلّا المفقودين ،
لا يتحدثون إلّا عن المفقودين ،
لا ينفردون مع أنفسهم إلّا لإحياء ذكرى المفقودين ،
يفتقدونهم بشدة و يعانقون صورهم بدموع ،
يغلقون منافذ الفرحة و يمنعون أنفسهم عن رؤية المستقبل ،
متعلقون بالماضي و ليتهم يعلمون أنهم
في زمن الحاضر و الماضي
من قال لهم الوداع
تعدد السفن
وكل سفينة حتماً لها
مرفأ في أفئدتنا .. هي طبيعة البشر
إلا من رحم الله ..لسنا ملائكة
""
أشكرك على الاقتطاف القيم
يعطيك العافية وفي انتظارجديدك
""
ودي