الأمم المتحدة: العدالة ضرورية لتجنب «الانتقام» في سوريا
وسط ترحيب سوري بمخرجات قمة العقبة، أيد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن،
رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام» التي تقود المعارضة، وقال إن العدالة «الموثوقة»
ضرورية لتجنب الأعمال «الانتقامية» في سوريا، داعياً إلى مساعدات «إنسانية فورية إضافية».
فيما استغلت إسرائيل الوضع في سوريا بالمصادقة على خطة لزيادة عدد المستوطنين في
الجولان المحتل.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة الذي حل، أمس، بدمشق أن العملية السياسية في سوريا يجب
أن تكون شاملة وأن يقودها السوريون بأنفسهم.
وقال بيدرسن: «نحن بحاجة إلى أن نرى أن هناك عدالة ومساءلة عن الجرائم التي ارتكبت.
ونحن بحاجة إلى التأكد من أن ذلك يحدث عبر نظام قضائي موثوق، وأنه لا يوجد انتقام».
وأضاف: «نعلم جميعاً أن سوريا مرت بأزمة إنسانية ضخمة. يتعين علينا ضمان حصول سوريا
على مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية، للشعب السوري ولجميع اللاجئين الذين يرغبون
في العودة. هذا أمر بالغ الأهمية».
وشدد بيدرسن على ضرورة أن تبدأ مؤسسات الدولة العمل بشكل كامل مع ضمان الأمن لها،
متمنياً رؤية نهاية سريعة للعقوبات على سوريا، وأن تنطلق فيها عملية التعافي قريباً.
مشروع حقيقي
في الأثناء، قال رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس، أمس، إن خريطة الطريق التي
أقرتها «اجتماعات العقبة»، هي مشروع حقيقي متوازن لإنقاذ سوريا وضمان وحدتها.
وأضاف رئيس هيئة التفاوض السورية التي تأسست في 2015 بهدف توحيد مواقف
المعارضة: «ندعم مبادرة لجنة التواصل العربية، ونرى أنها خريطة طريق وبرنامج عمل
للسوريين للوصول إلى بر الأمان بأفضل الصيغ التي تتناسب مع تضحيات السوريين الهائلة».
وكان أطراف اجتماع العقبة للجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا دعوا إلى تشكيل
هيئة حكم انتقالية جامعة يتوافق عليها السوريون.
وقالت وزارة الإعلام السورية، إن الاجتماع كان يهدف إلى تطوير رؤى مستقبلية للواقع
السوري، ودفع القيادة السورية الجديدة للانخراط في البيئة العربية والإقليمية والدولية.
بعثة فرنسية
في الأثناء، تزور بعثة دبلوماسية فرنسية دمشق، غداً الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاماً،
حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة «فرانس إنتر».
وقال بارو: «إن هدف الدبلوماسيين الأربعة الذين سيتم إيفادهم إلى سوريا، سيكون
«إقامة اتصالات أولية» مع السلطات الجديدة وتقييم الاحتياجات العاجلة للسكان على
المستوى الإنساني».
وسيعمل الوفد أيضاً على «التحقق مما إذا كانت تصريحات هذه السلطة الجديدة المشجعة
إلى حد ما، والتي دعت إلى الهدوء، ويبدو أنها لم تتورط في انتهاكات، يتم تطبيقها
بالفعل على الأرض».
وتابع بارو: «لسنا غافلين تجاه السلطات الجديدة في دمشق، فنحن نعرف ماضي بعض هذه
الفصائل»، موضحاً أن فرنسا ستتابع الفترة المقبلة «بقدر كبير من اليقظة». وأضاف: «في
ما يتعلق بالأمن، يجب إسكات الأسلحة ويجب احتواء التهديد الإرهابي الذي لا يزال عالياً
للغاية». إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي يشار غولر، أن أنقرة مستعدة لتقديم دعم
عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك. وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية،
قال إنه يجب منح الفرصة للحكومة الجديدة برئاسة محمد البشير من «هيئة تحرير الشام»
التي أطاحت مع فصائل معارضة أخرى بحكم بشار الأسد قبل أسبوع، بعد أن أطلقت رسائل
بناءة، وأضاف أن تركيا «مستعدة لتقديم الدعم اللازم إذا طلبت الإدارة الجديدة ذلك»،
بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
استيطان
في المقابل، وافقت الحكومة الإسرائيلية، أمس، على خطة لتوسيع المستوطنات في هضبة
الجولان المحتلة، قائلة، إنها تصرفت «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا» ورغبة في
مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان.
وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لإسرائيل، وهي
مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنستقر فيها».