تلك المِحن التي تأتي على غفلة، فتصيب قلبك
بسهام الجزع، وتسدل الأرق على نوافذ أيامك،
كان من الممكن أن تخف حدتها ويهدأ أثرها بصحبة
هؤلاء الذين أقسموا على أن يمسحوا دموع أحزاننا
ويهذبوا أغصان أشجاننا.
ولكنهم تركونا نتخبط بين طرقات الحياة المظلمة،
نستنشق هواء الجزع بمفردنا،
تاركين مواثيق المودة على أرفف اللامبالاة،
ضاربين بكل عهود الخلود حوائط السبات.
وكأن الحياة تغربل لنا مُدعي الحب،ومتشدقي الوفاء.
فتمنحنا درسا هاما، بأن الكل يدعي المحبة،
فإن هبت عاصفة الكرب،قليل فقط من يبقى معك
في ذات المركب، يوصلك لبر الأمان.
فشكرا...لمن أفرغ كوؤس مودتنا،وحطم زجاج
أوهامنا.