ظلالنا وإن كانت تحمل صورتنا وتكون مصاحبة وملازمة لنا في كل وقت ،
ليس بالضروري أن نكون مثلها تماماً ، بل لا بد أن نكون عكس ما يمكن أن نرى ونستوحي منها
من أشياء غير محببة ولا نرغب بوجودها في صورتنا الحقيقية الواقعية ..
.. وإليكم بعض منها مثلاً ..
؛
.. ( 1 ) ..
.. وجوهنا في ظلالنا حين نراها نجدها بلا ملامح ..
ونحن لا نريد أن تكون وجوهنا الحقيقية مثلها بلا ملامح ، بحيث تكون مخالفة ومتعاكسة
مع ما نحمله ونخبئه في قلوبنا لأشخاصٍ نلتقي بهم في حياتنا ،،
كأن نحمل لهم كرهاً في قلوبنا ونظهر لهم ملامح الحب في وجوهنا .. أو نحمل
الكذب والحقد لهم ونظهر ملامح الصدق والتسامح ونتفنن ونتقن في ظهورها على وجوهنا ..
فإن اكتشفوا وسيكتشفون لا محاله ولو بعد حينٍ من الزمن سنصبح في نظرهم
مخادعين ،، وغير مرغوب وجودنا بينهم ..
؛
.. ( 2 ) ..
.. ظلالنا لا تظهر إلاّ بوجود من يُظْهرها كـ ( أشعة الشمس أو أنوار المصابيح )
؛
وباختفاء ما يُظْهرها تختفي
..
ونحن لا نريد أن نكون مثلها ،، ننتظر من يأتي ليظهرنا وينهض بنا ويجعل لوجودنا وجود ،،
بل نحن سنُظْهِر أنْفُسُنا بأنفسِنا ،، ونجعل لنا وجود بين الناس ،، ولن نعتمد في ظهورنا على تواجد
أشخاصٍ معينين حتى لا يتبخر وجودنا عند غيابهم ،،
ولن يكون سلاحنا في ظهورنا وتواجدنا هو الصعود على أكتاف غيرنا من حيث لا يشعرون ،،
بل سنصنع لأنفُسِنا وجودٌ ومكانة ٌ بأنفسِنا حتى نبتعد عن ذُلــِّهم لنا ومنَّــــتـهم على ما قدموه لأجلنا ..
كي لا نفتقد لكرامتنا ..واحترام وتقدير الغير لنـــا ..
؛
.. ( 3 ) ..
.. ظِلالنا تجيد فن التقليد لنا ..
فما نفعلُ من فعْلٍ إلاّ وقامت بفعل ما نفعله ولو كان فعْلُ لا معنى له ..
ونحن لا نريد أن نكون كضِلالنا نجيد فن التقليد ،، فعندما نرى تصرفات لا معنى لها
وأفعال طائشة نسرع في تقليدها دون تفكير ٍ ووعيٍ بها ،،
حتى في بعض الأشياء الإيجابية التي نرها في غيرنا لا نحاول أن نقلدها بالشكل والصورة
والطريقة والسير على نفس نهجهم ،، لا بل علينا أن نجعلها وقوداً ودافعاً لنا
ونحاول في خلق وابتكار طرقاً ونهجاً يجعلنا نصل إلى ما وصلوا إليه أو أن نكون أفضل منهم في الوصول ..
لتكون لنا ميزة تنفرد بنا ولا تعني سوانا ولا تتشابه مع ميزة ٌ يمتلكوها الناس ..
وإلاّ كـــنّا أشخاصٌ بلا شخصية ولا طموحٌ لنا يذكر ..
؛
.. ( 4 ) ..
.. لون ظِلالنا أسودٌ كاتم ..
ونحن لا نريد أن ينتقل سوادها إلى قلوبنا .. فنحمل الكره والحقد والضغينة
للآخرين مهما فعلوا بنا ،، وعلينا أن نعاتبهم ونخبرهم بما فعلوا فربما لم يقصدوا فعل ذلكـ أو لم يفعلوا..
وبالمواجهةِ والمصارحة ِتتضح كثيرٌ من الأمور
وكما يقال : العتاب صابون القلوب ..<< كثيرٌ ما يرددها خالي فحفظتها
وجعلتها نصب عينيّ ولمستُ بها الراحة حين عملتُ بها ..
ولو علمنا أنهم أخطئوا بحقنا فلنغفر لهم ولنسامحهم ..
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته : { وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[ سورة التغابن ] .
؛
أخيراً
ما يمكن أن نستوحيه من ظِلالنا كثير .. والكلام أكثر ..
ولا علينا سوى القياس على كل ما يكمن أن يدخل في إطار ما ذُكِرْ ..
والعمل بعزمٍ وجديةٍ على التغيير من أنفسنا إن حملت سلبيات
ليست محببة ومجدية ..
وتطوير وإنماء ما تحمله من إيجابيات ٍ تجعلنا في القمة دوماً ..!