المقاعد الفارغة جمعت ما بيننا ..!!
ما زلت أغض الطرف قصراً عن مادة علم النفس،
أسقطها من حساباتي حتى لو حصلت على العلامة كاملة، علماً أنها مادة أسطورية تدخل أغوار النفس البشرية. وتأتينا بحجج دامغة حد الخرافة!!
مما يضطرني أن ألجأ لها وقت الزنقة رغماً عني، لأتعمق في تلك النفسيات المركبة،... معادلة صعبة أن تلجأ لما تودٌّ أن تتجاهله
خاصة عندما تقودك الصدفة وتقترب من هذه الأصناف المريضة تجهلهم ويجهلونك ولكن المقاعد الفارغة جمعت مابيننا!
جلست بجانبها وجدتها وحيدة والكراسي بجانبها فارغة أسمع صريرها المزعج استقبلتني وبدون مقدمات شكت الزمان، وويلاته
والفقر وتعاسته والزوج وانحرافاته والولد وعقوقه !!
استجمعت تعاسة الكون كلّه واقتضبتها في ثلاث ساعات متواصلة!
ثم بدأت أشرد عن حديثها وأتفحص ملامح وجهها الكئيب
شعرها المصفف عشوائياً.. مكياجها المتناثر بطريقة بهلوانية
ومن شدة ضجري وضيقي أنقر على الحائط المجاور، أو أبحث عن لا شيء حتى إن أصابعي آلمتني من كثرة العبث بها،!
هي تسقط ألمها وتلوم غيرها على ما تلقاه من منغصات وصعوبات وما تقع به من أخطاء،
وأنا أسقط تذمري وضجري منها على إيذاء نفسي!
قلت في نفسي يا الله على هذا الإنسان لوّام لغيره في كل شيء، لا يعترف بإخفاقاته وكل خطأ يقع به لا ينفك يبحث له عن مبرر...
نخفق بالإمتحان نقول لأنه صعب أو الأستاذ لم يصحح ورقة الإجابة ...
نتأخر عن الحضور صباحاً نقول سببه المواصلات أو الطريق مزدحمة، نخفق ونفشل في مشاريع ونردها للحظ،
ينحرف الرجل ويقول سببها غواية امرأة؟ مع أنها ناقصة عقل ودين؟!
إحداهن قبرت جميع أفراد عائلتها بسبب غيابها وتأخرها..!
سبحان الله نسقط ونبرر!!
نسقط فشلنا على العالم الخارجي ونعتقد أن العالم يناصبنا العداء لنتخلص من نقد الآخرين وما هي إلا حيلة لنتحرر من عيوبنا لأننا لا نطيق مواجهتها!!
مثل جليستي التي أسقطت كل ألم شعرت به اتجاه المجتمع وأنها بريئة كبراءة الذئب من دم يوسف.!!
ودعتها بعد أن سقط رأسي مع إسقاطي وإسقاطها!