السلام عليكم سادتي الأكارم /
أحببت مشاركتكم بهذا الموضوع ، الذي اجده شائع الحدوث ، في ظل هذا التباعد ، أكان تباعدا جسديا ، أم كان تباعدا روحيا !
استفتح موضوعي بسؤالٍ قد ابداه أحد الأخوة في إحدى المنتديات ومفاده :
من هم أسوأ الناس الذين لا يعرفونك الا وقت الحاجة ،
وهم كثر في زماننا ، ممن يسمونهم أصحاب المصلحة ،
الذين إذا ما انقضت حاجته مرَّ وكأنه لا يعرفك !
استطيع ان اصفهم بالغباء ،
فالدنيا دار حاجة
فهل يضمن بقاء البديل؟
هل يضمن عدم تكرار حاجته للطرف الأول ؟
فضلاً على أنها صفة ذميمة قائمة على المصلحة !
والعلاقات الإنسانية مهمشة عند هذي النوعية !
هل يمكن إصلاح هذه الفئة أو الحد منها ؟
فقد كان هذا جوابي المتواضع عليه :
أخي الكريم /
كم :
أغبط ذلك الشخص الذي يتواصل مع الآخرين
ولا يقطع الوصل ، ولو قطعه ذلك الموصول !
فاليوم ندر من يحمل ذلك الصبر والحرص على إبقاء
المودة حبلُها ممدود ... وبلا حدود ،
فكم :
يحز في القلب عندما يأتي من قطع الوصل يجر أذيال الحاجة ،
بعدما تقادم السؤال عن الحال ، ولكن يبقى هنالك ذاك السؤال :
هل تعوَّد ذلك الطارق لباب المساعدة ذاك الفعل ؟
بأن يأخذ الحاجة وبعدها يعود ادراجه ،
يغيب دهورا ليعاود الكرة المرة تلو المرة !
" فإذا كان ذاك ديدنه فهو الذي عليه يقع العتاب ،
ولفعله يلام و يعاب " ،
وأما من يأتي طارقا الباب ، يسأل عن الحاجة ،
وما عهدناه يفعل ذلك لتكون له عادة ،
" فذاك يرفع عنه العتب ، ونوقف عنه التهم " ،
لأننا :
قد نقع في مثل تلكم المواقف ، مما يجعلنا في دوامة ندور فيها ،
ولا نعرف تفسيرها ، لنكن صرحاء مع أنفسنا ، هذا الأمر يقع فيه الكثير منا ،
ويتصدر السبب من جملة الأسباب هو قلة التواصل ،
والشماعة والعذر الذي يحلو للكثير منا سوقه هو الأشغال !
وقلة الوقت الذان يحولان بيننا وبين ذاك التواصل !
لتبقى:
قضية الدوافع لذلك الوصل بعد الإنقطاع ،
هي المصلحة البحتة المحضة ...
قضية نسبية ،
فلا :
يمكن بما كان تعميمها ، ولا أنكر وجودها بوجود أصحابها ،
" ولكن لا ترقى أن تكون الغالبة ، والظاهرة
الجاثمة على صدر الواقع " .
كثيرا :
ما يعتب أحدنا على الذي يختفي فترة من الزمن
فيعود حين تجبر الحاجة صاحبها على الظهور !
حسن الظن أخي الكريم /
يكمن ويُستحضر حين نجعل من أنفسنا
مكان ذلك الراجع بعد ذلك الغياب ،
وفي المقابل /
يبقى الإنسان هو الإنسان تسيره المصلحة ،
وتدفعه الحاجة لبني جنسه بصرف النظر
أكانت في ظل المشروعية والطريقة السليمة ،
أو تكون خاضعة للتحايل والطريقة الملتوية !
لتبقى :
الغريزة وما يجول في عوالم النفس هي هي ،
لا فرق بين اليوم والأمس ، فقط تختلف الوسيلة ، والطريقة
باختلاف المكان والزمان ،
فالصداقة أخي :
لا تعقم أن تجد من يؤمن ويخلص لها ،
وتبقى الندرة والقلة ممن تشبثوا
بتلابيبها يحاولون المحافظة عليها ،
بالرغم :
من الرياح العواتي التي تعصف بها ،
ويبقى الإنسان هو من يحدد ،
ويختار له المكانة التي يعرف الآخرين من خلالها
عن نفسه وحقيقتها .
ولو :
جعل الواحد منا المعيار والمبدأ في تعاملنا مع الناس ،
هو السعي لرضا الله ، لتبددت ، وتلاشت تلك الحزازات ،
وما يخنق القلب ، وتسلب اللب من عداوات !
فالواجب :
من كل واحد منا أن يرتقي ويسمو بتفكيره ،
ليتجاوز ويقفز فوق الخلافات ،
فمن يدري ؟!
فلعل بتلك المبادرة تكسر حواجز ،
لطالما قيّدت قدم السعي لدى ذلك المحتاج ،
لتكون له دافعا ليَقدُم ويتقَدم ، ليتخلص من تلكم الأغلال ،
ويتحرر من وساوس الشيطان الرجيم .
في انتظار مواهب ردودكم ،
لتعم بذلك الفائدة .