نحنُ لا ننطفئُ دُفعةً واحدة، أعماقنا لا تُظلِمُ فجأة،
النّور بداخلنا يقلّ تدريجيًا حتّى يُصبحَ القلبُ بلا ضياء،
هناكَ مرحلة اسمها مرحلة الانطفاء البطيء،
تلكَ التي لا نشعُر بها إلى غاية أن نفقدَ آخر ذرّة ضياء بداخلنا فنصطدمُ بالظلام الحالك.
يقلّ النّور بداخلنا حينَ نُذنبُ ذنبًا،
يبدأُ الوهجُ بالانخفاض حينَ نفقدُ شعورًا لطيفًا،
ننطفئُ حينَ تنتهِي علاقاتُنا الجميلة،
يسكنُنا الظّلامُ لمّا نُغادرُ كُلّ مكانٍ ألفناهُ و عشنا فيه تفاصيله، حينَ نتغيّر للأسوأ،
حينَ نسقُطُ من حيثُ لا نَحتسب،
حينَ نَخذُلُ و نُخذَل، في كُلّ هذه الحالات نحنُ فريسة الظّلام
الذي يهجمُ علينا من خلف ظهورنا،
عندَما نخونُ إيماننا،
عندما نُخلفُ وعودنا
و عندمَا نكسرُ جدران القلب بأيدينا
فإنّ وهجَ القلب يغادرنا غاضبًا علينا و لا يعود إلا بعدَ أمرِ رّبه.
ألمٌ ما بعدَهُ ألم أن تجدَك منطفئ
لستَ بقادرٍ حتّى على إضاءة طريقك
و أنت الذي كنتَ تُنيرُ طُرقَ الآخرين،
لستَ بقادرٍ حتّى أن تعلم يمينك من شمالك
بينما قدْ كنتَ تُؤشّر بأصابعكَ للسّائلين،
أيُّ حالٍ هذا ؟ ما الذي جاءَ بنا إلى هُنا؟
كيفَ حلّ الصّمتُ بداخلنا هكذا
و لم نَعُد نتقنُ شيئًا سوى مراقبةِ السّقف بذهن شاردٍ في اللا شيء ؟
لا أدرِي ربّما التفسيرُ الوحيدُ لذلك أنّنا خطونَا خُطواتٍ في سُبلٍ ليستْ لنا
و لم نُدركْ ذلكَ إلى غايةِ اصطدامنا بالحائط فجأة.
لكنْ ما أنا على يقينٍ منه أنّنا نستطيعُ أن نُعيدَ للقلبِ نوره.