عــــــــــــــــادات غـــــــــــــــــــريبة

#1 11-11-2024, 10:40 AM

في حياتنا اليومية كثيرا ما نمارس عادات وطقوسا ونتبادل كلمات وتركيبات لغوية غريبة ،ولكننا نسبغ عليها قدرا متزايدا من الألفة والعادية ،فلا نشعر بغربتها بمرور الزمن ولا نتساءل عن أسبابها أو أصولها التاريخية .ربما يتأسف البعض عندما يكتشف أننا نمارس طقوسا وعادات كثيرة مستوردة وغير عربية ،استعرناها من الثقافات الأخرى ،ودمجناها في الثقافة الوطنية الأسف مقبول ولكن يخفف منه تسجيل الحقيقة القائلة أننا نعيش في عالم صغير جدا وقرية صغيرة جدا متشابكة متداخلة بشبكة الاتصال اللحظية التي تنقل الخبر والصورة والرواية والأحداث فور وقوعها في عالمنا المعاصر يتميز بحيوية بالغة في نطاق التبادل الثقافي والاستعارة والدمج المستمر في الثقافات الوطنية ولا مفر ولا نجاة من التأثير المستمر

القضية التي سوف اعرضها عليكم اليوم كتاب عادات غريبة (Curious Customs) للكاتب الأمريكي تيد توليجا هذا الكتاب أمريكي يتابع البحث عن أصول 296 من العادات والطقوس والكلمات المتداولة داخل الولايات المتحدة ،ولكننا سنكتشف من خلال العرض أننا نمارس اغلبها ومنها على سبيل المثال:تفضيل النساء أولا ،الكارت الشخصي ، المصافحة ، الموافقة بالإيماء أو كلمة أوكي ، استخدام حرف الفي كعلامة النصر ،غمزة العين ، الملابس البيضاء للفرح ، عيد الحب ، الكتابة على جدران الحمامات ، التفاؤل والتشاؤم ،وغيرها الكثير الكثير يصنف المؤلف تيد توليجا مختاراته من العادات والطقوس الغربية في 11 قائمة يختار لكل منها عنوانا طريفا مثل هذه التذكرة ، غمزة العين ،طقوس المرور،وجبات شهية ،القلوب والإزهار , الكتاب كبير معبأ عن أخره بالمعلومات الطريفة، ولا يعني وجود العادة لدينا شرعيتها0

[align=right]

اتيكيت :
[/CENTER]

يقال أن كلمة اتيكيت مشتقه من كلمة تيكت أي قائمة الأوامر والتعليمات التي تلقى على الجنود كل يوم وبذلك تكون المؤسسة العسكرية هي التي ابتكرت الاتيكيت

[align=right]
الوداع باي باي :
[/CENTER]
هذه الكلمة مرتبطة في تطورها بالسلوك العلماني في العصور الوسطى كانت التحية عند المفارقة يعني الله معك أو يحرسك الله لكن العلمانيين في عصر النهضة استبدلوا الاصطلاح بأخر (جود باي ) مثلا أو (باي باي ) بمعنى الى اللقاء

الانحناء :

هل سالت نفسك مرة لماذا تنحني عندما تقابل أو تحي بعض الشخصيات الكبيرة أنها عادة وثنية تلزم البشر بالانحناء وعند تقديم القرابين في المعابد .

علامة النصر :

في القديم كانت علامة النصر (في ) مسبه لأنها رمز للقرون ومن كان له قرنان او يشار بان له قرنين فان ذلك يعني زوجته تخونه أو تخدعه
ظل هذا المعنى سائدا ومنتشرا بين الشعوب الروسية وكذلك شعوب جنوب البحر المتوسط حتى العصر الحديث وفي عام 1941 حدث تطور مثير لمعنى الرمز( في ) فقد استخدمه السياسي البلجيكي فيلكو لافالسي كشعار
للنصر ضد النازية وتلفق ونستون تشرشل الرمز بذكاء واستخدمه على نطاق واسع في كل المحافل الدولية إلى أن أصبح كما يعرف الآن علامة النصر .

الكارت الشخصي :

تم ابتكار الكارت الشخصي في القرن التاسع عشر لكي يقدم الشخص نفسة للآخرين ولم تتغير الوظيفة بعد ،ولكنه في البداية ظل مقصورا في التداول على الأعيان أي اللذين يملكون أموالا وعقارات تكفيهم مشقة العمل في الأسواق وتكفيهم رغد العيش تطورت الوظيفة جزئيا في منتصف القرن ليصبح وسيلة للزواج أو البحث عن عروسة ويتم ذلك بان يترك الفرد

الكارت الخاص به على مائدة المطاعم ومن ثم تأتي الفتيات أو السيدات الراغبات في الزواج لاختيار العريس المناسب من بين أصحاب الكروت وكانت المطاعم الفاخرة تحرض الشبان على ارتيادها بالقول إذا رغبت
في الزواج من فتاة غنية وجميلة فقط تعال إلى مطعمنا واترك كارتك ..... (خوش فكرة)

اووكي :

شكل دائرة من السبابة والإبهام ( اوو ) تعبير مختصر للدلالة على الموافقة ولكن الصدفة جمعت فيما بعد (اوو) والحرف (كى ) ليشكلا رمزا ثنائيا أخر لمفهوم الرضا والقبول والموافقة ،تاريخ الصدفة يعود إلى
1840 عندما كان مارتن فان بيرون المشهور باسم اولد كندرهوك مسئولا عن صرف المهمات العسكرية في إحدى القواعد الهامة كان اولد كندرهوك يوقع كل أوراقة بالحرفين (اووكى ) وهكذا انتشر الرمز لأهمية الرجل أولا
ولشهرته الشخصية ثانيا .

أغنية الميلاد :

اغنية (هابي بيرث داي تويو ) لم تكتب خصيصا للميلاد إنما كتبت ضمن أغنيات أخرى لتعليم الفتيات في القرن الماضي .

شموع الميلاد :

إن شموع عيد الميلاد متوارثة من اليونان القديمة كان الإغريق يقدمون كعكة كبيرة تحيطها الشموع كلشهر تقريبا لآلهة القمر والصيد اريمتس.

هذه العادة اندثرت عند ظهور الديانات السماوية ولكنها عادت إلى الظهور عندما ابتكر فران ألماني ما أطلق عليه كعكة الميلاد ويبدو أن ظهور الكعكة أعاد إلى الأذهان العادات الوثنية من جديد لهذا ارتبطت الكعكة بغرس الشموع على أطرافها .(يعني ابتكار الماني )

دبلة الخطوبة :

أول من قدم دبلة الزواج هدية لخطيبتة كان الارشيدوق النمساوي مكسميلان .وكان ذلك في القرن الخامس عشر ويبدو أن الارشيدوق استعار مفهوم الدائرة من الثقافات الشرقية فالدائرة تعني الكمال والثقة وكانت عبارة الدائرة الذهبية تعني رجال الأعمال المتميزون بالأمانة والثقة .وهكذا أهدى الارشيدوق لخطيبته ماري بروجندي (الدبلة ) رمزا للوفاء والامانه والثقة .ويعتبر شارل السابع ملك فرنسا أول من استخدم الدبلة الماسية كهدية لخطيبته .فقد وجد في الماس صفاء غير عادي وحيوية بالغة تعكس الضوء والصورة وصلابة تقطع بعض المواد تقطيعا دون أن يصاب بخدش .

ربطة العنق :

نشأت في كرواتيا لأول مرة ومنها اشتقت اسم كرافت استعارها الفرنسيون في نهاية القرن الثامن عشر وكانت عادة تصنع من اللون الأبيض واتخذت أشكالا مختلفة على مداد السنين وخضعت للموضات والتقاليع .

أزرار الجاكته :

ابتكار موروث من القرون الوسطى ولكنه اندمج فيما بعد في اتيكيت تفصيل الملابس وتعارف الخياطون فيما بعد على تثبيت الأزرار على الجانب الأيمن للرجال لأنهم يعلقون سيوفهم بالجانب الأيسر ومن ثم يسهل عليهم التقاط السيف بدون عوائق .كما استقرت الموضة على تثبيت أزرار النساء بالجانب الأيسر لأنهن يحملنا أطفالهن باليسرى وبالتالي تكون
الجهة اليمنى سهلة الاستخدام لإرضاع الأطفال .

ساعة اليد :

ظلت ساعة الجيب مستخدمة على نطاق واسع حتى العقد الأول من القرن العشرين وفي سنة 1907 طلب الطيار الفرنسي البرتوسانتوس دومونت من الجواهرجي لويس كارتير أن يصنع له ساعةتكون سهلة الاستخدام عند الطيران ويستطيع ان ينظر اليها في لحظة ليقيس سرعة الطيران وذلك بدلا من الوقت الطويل نسبيا الذي يستغرقه إخراج ساعة الجيب وفتحها والنظر إليها وإعادتها إلى مكانها هكذا تم اختراع ساعة اليد .

اللون الأسود للحزن :

اللون الأسود يوحي بجلال وسكون منتصف الليل وبالنهاية الكاملة لضوء الشمس وبالتالي النهاية الرمزية للمشاركة وفقدان العائل والصديق والرفيق
لهذا كان اختياره رمزا للحزن في معظم الثقافات البشرية هناك شعوب تستخدم ألوانا أخرى للحزن .الصينيون مثلا يستخدمون اللون الأبيض رمزا للأمل في الله .الفرس يستخدمون اللون البني رمزا لأوراق الشجر الذابلة السوريون يستخدمون اللون الأزرق رمزا للاحتفال لحكمة السماء
في العصور الوسطى كان الأبيض رمزا للحزن ولكنه تغير ابتداء من سنه 1498 عندما مات شارل الثامن ملك فرنسا الذي حزنت عليه كثيرا الملكة اني اوني بريتاني واختارت اللون الأسود رمزا للوحدة وسواد الحياة بعد ذلك .

امسك الخشب :

عبارة تقال دائما لمنع الحسد وهي من الموروثات الوثنية أيضا .عندما كان الناس يعبدون الأشجار ويمسكون بأخشابها في احترام وخشوع ووجل .استمر التراث فاعلا حتى العصور الحديثة وأصبح لمس الخشب دلالة رمزية لمنع الحسد .

البلوجينز :

ابتكره الأمريكي ليفي شتراوس في شكل قماش سميك لصناعة الخيام وحاول تسويق المنتج الجديد ولكنه وجد الناس في حاجة إلى الافرولات للعمال القابلة لان تعيش مدة طويلة وهكذا تحول شتراوس من صناعة القماش للخيام إلى صناعة البنطلونات .

الكعب العالي :

ابتكره الفرنسيون في القرن ال17 عشر واستخدمه الرجال والنساء من الطبقة الأرستقراطية كانت وظيفته الأولى حماية الأقدام وكذلك أطراف الملابس من تلوث الأرض خاصة بعد الأمطار وتطورت الموضة فيما بعد واقتصر استخدامها على النساء

البقشيش :

يشكل البقشيش الآن موردا اقتصاديا هاما في بعضالدول ولظهور البقشيش وانتشاره تفسيرات الأولى أن الكلمة تحريف فولكلوري لكلمة الهبة
والتفسير الأخر أكثر معقولية ويقال انه اختصار لاسمصندوق كان يوضع في القهاوي والمنتديات لجمع التبرعات للعمال في القرن ال19 وكان الصندوق يسمى باللغة الإنجليزية tip) to insure promptitude)

هدايا الزواج :

انتشرت هذه العادة أولا بين الشعوب التي تدفع مهرا أو دوطة لزوجها اصل العادة يرتبط بأسطورة ساذجة تقول أن قصة حب عنيفة ربطت بين فتى وفتاة في أحدى القرى الأوروبية ولكن الأب رفض دفع الدوطة أي المهر لخطيب ابنته كوسيلة لمنع الزواج وقاوم العاشقان الصغيران مؤامرات الأب وشاعت القصة بين أهالي القرية فما كان منهم إلا أن جمعوا دوطة مناسبة للعروسين وهكذا تم الزواج ومن هذه القصة انتشرت عادة هدايا الزواج

سر القلم ,ناطق العبيدي معجبون بهذا